في مستهل أشغال هذا المجلس الإداري، أكد السيد وزير التجهيز والماء على أهمية الماء باعتباره مصدرا للحياة، وموردا تنبني عليه الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وعاملا رئيسيا لاستقرار التجمعات البشرية خاصة في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها العالم. وفي هذا الصدد، سلط السيد الوزير الضوء على ما حققته بلادنا من إنجازات كبيرة في مجال الماء، والتي مكنته من اكتساب تجربة متميزة فيه، وذلك بفضل السياسة المائية الحكيمة والمتجددة التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله والتي هي امتداد للسياسة المائية الاستباقية التي أطلقها المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله.
وفي سياق متصل، ذَكَّر السيد نزار بركة بما تم تحقيقه خلال السنة المنصرمة على مستوى حوض أبي رقراق والشاوية، خاصة مواصلة إنجاز أشغال سد تيداس بإقليم الخميسات بسعة تخزينية تبلغ 507 مليون م3. حيث أفاد السيد الوزير أن هذه المنشأة المائية الهامة التي من المرتقب انتهاء الأشغال بها خلال السنة المقبلة، ستمكن من دعم تزويد المنطقة الساحلية بالماء الشروب.
بالمقابل، أوضح السيد وزير التجهيز والماء، خلال هذا الاجتماع، أن السـنة الهيدرولوجيـة 2020-2021 تميـزت عـلى صعيـد الحـوض المـائي لأبي رقـراق والشـاوية، بتســاقطات مطريــة جــد متوســطة أثرت على مجمـوع الـواردات المائيـة لأهم سـدود هذا الحـوض، الذي تراجع بنسبة 64 % مقارنة مع معدل الواردات السـنوية. وأضاف السيد الوزير مبرزا أن جـل الطبقـات المائية الجوفيـة للحـوض سـجلت، خلال نفس الفتـرة، انخفاضـاً لمسـتوى الميـاه بلـغ أقصـاه 1,5 مـتر علـى مسـتوى الفرشـة المائية الجوفيـة لبرشـيد.
ومن أجل تفادي ما يمكن أن ينتج عن هذه الوضعية، ولضمان استمرارية التزويد بالماء، كشف السيد وزير التجهيز والماء، أنه في إطار تفعيل وتنزيل مضامين البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، تمت برمجة عدد من المشاريع أهمها:
• إنجاز محطة لتحلية مياه البحر بجهة الدار البيضاء-سطات لتأمين تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب؛
• الرفع من التزويد بالماء الصالح للشرب لمدينة الدار البيضاء الكبرى انطلاقا من حوض أبي رقراق (سد سيدي محمد بن عبد الله) عبر إنجاز مشروع الربط بين نظامي التزويد الشمالي والجنوبي للدار البيضاء الكبرى؛
• إنجاز مشروع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع لتحويل حجم إجمالي من المياه يتراوح ما بين 500 و800 مليون م3 في إطار تدبير تضامني للمياه عبر تراب المملكة؛
• مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل تحسين معرفة الطبقات الجوفية وتعبئة موارد مائية إضافية؛
• إنجاز السدود الصغيرة والتلية بمنطقة حوض أبي رقراق حسب مقترحات اللجنة الجهوية التي يرأسها السادة الولاة؛
• مواصلة تعميم استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي ملاعب الكَولف والمساحات الخضراء بالرباط وبوزنيقة، كما تمت برمجة نفس الإجراء بكل من الدار البيضاء والمحمدية.
وفي الأخير، تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع المجلس الاداري لوكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية تمت المصادقة على اثني عشرة اتفاقية شراكة. وتهم هذه الاتفاقيات مجالات متعددة خاصة استكشاف وتحسين معرفة المياه الجوفية وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء وكذا نظام تجميع وإعادة استعمال مياه الأمطار، علاوة على الحماية من الفيضانات وأيضا حماية الموارد المائية الحد من التلوث.