وفي الكلمة التي ألقاها السيد الوزير بهذه المناسبة، هنأ
المدير الجديد : السيد جواد بوطاهر على الثقة التي حظي بها لتقلد مهمة تسيير
وتدبير شؤون هذه المؤسسة العتيقة، كما أشاد بالمجهودات التي بذلها المدير السابق للمدرسة السيد نجيب الكركوري
خلال فترة توليه مسؤولية إدارة هذه المؤسسة والإنجازات التي حققها.
ومن جهة أخرى، تطرق السيد الوزير إلى الدور الهام الذي
تلعبه المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، في البناء
التنموي لبلادنا في ميادين حيوية وأساسية، وذلك من خلال تكوين مهندسين ذوي كفاءات
تقنية وتدبيرية عالية، وكذا تطوير وتنويع عروضها التكوينية فقد تم إحداث مركز
الدراسات للدكتوراه مكنها من الرفع من مستوى البحث العلمي في الميادين المرتبطة
بمجالات اختصاصها. إضافة إلى ذلك، راكمت المدرسة خبرة معتبرة في مجال التكوين المستمر
حيث تسهر سنويا على تنظيم برامج متعددة ومتنوعة مكنت من تقوية قدرات وتحيين
المكتسبات التقنية والتدبيرية لمهندسين وأطر عليا تابعة للقطاعين الخاص والعام،
لتتحول اليوم إلى مؤسسة عمومية متعددة التخصصات في مجالات علمية وتقنية حديثة
حافظت على اشعاعها طيلة هذه المدة.
وأشار أيضا إلى أهمية الدور الذي تلعبه هذه المدرسة في
إنجاح تفعيل وأجرأة النموذج التنموي الجديد، الذي يروم وضع خطة للانتقال إلى مغرب
مزدهر ومغرب الكفاءات، بروح بناءة وبحس عال من المسؤولية والمصلحة العامة ومواكبة
التطورات السريعة التي يعرفها الاقتصاد الوطني والدولي والتحولات التكنولوجية
الحديثة التي تجعل من تأهيل العنصر البشري عاملا أساسيا لتعزيز تنافسية المقاولة
المغربية في ظل الانفتاح الذي يعرفه اقتصاد بلادنا.
كما أشاد بالمسار المهني الحافل للسيد جواد بوطاهر من
خلال توليه عدة مناصب إدارية بأسلاك الوزارة، كان آخرها منصب الكاتب العام للمدرسة
منذ سنة 2015، مما يحفزه للتفاني في تولي مهامه وتكريس إشعاع المدرسة الوطني
والدولي. كما تطرق إلى حجم المسؤولية المنوطة بهذا المنصب والأهداف المتوخاة في
إطار التوجهات الاستراتيجية العامة المتمثلة في تجويد وتحسين التكوين الأساسي
للمهندس، وتطوير البحث العلمي والتكوين المستمر.
وتقدم بالشكر لأساتذة وأطر المدرسة ودعاهم للعمل أكثر على تطوير البحث العلمي بها من أجل
رفع مختلف التحديات الراهنة والمستقبلية المطروحة على جميع الأصعدة والتي تدخل ضمن
مجال اختصاصها كتلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة والماء والبيئة
والمناخ.
كما حث على بدل المزيد من المجهودات من أجل انفتاح أكبر
على الوسط السوسيو-مهني والاقتصادي الوطني والدولي بما يضمن انسيابية مستمرة في مد
جسور التواصل مع كل الشركاء على الصعيد الوطني والأفريقي والدولي انسجاما مع
التوجهات السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده.
وفي كلمة السيد جواد بوطاهر، أعرب عن شرفه بالثقة التي
حظي بها من خلال تعيينه في هذا المنصب، مؤكدا أن هذا التعيين هو بمثابة أمانة
ومسؤولية رئيسية والتزام جاد يتطلب انضباطا قويًا وجهدًا مستمرًا من الالتزام
والعمل الجاد، لضمان المزيد من التطوير لهذه المدرسة، المزيد من التميز في التكوين
الهندسي، المزيد من الابتكار والجودة الأفضل في بحثها العلمي، المزيد من مساهمة
خريجيها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وإشعاع أكثر لصورة المدرسة
الحسنية للأشغال العمومية على المستوى الوطني والقاري والعالمي.
كما أشار إلى الخطوط الرئيسية لخارطة الطريق للسنوات
القليلة القادمة، والتي تنبع بالكامل من التوجهات الاستراتيجية للوزارة الوصية، من
أجل تحقيق ما تطمح إليه جميع المكونات لهذه المدرسة. وأكد أنه من خلال العمل معًا:
أساتذة باحثين، طاقم إداري وتقني، خريجين، وشركاء أكاديميين واجتماعيين
واقتصاديين، بكل بحزم والتزام وبدعم معتاد من الوزارة، سيتحقق بالتأكيد الهدف المنشود
ألا وهو : "جعل المدرسة الحسنية مركزًا للتميز في البحث وفي تكوين المهندسين
التقنيين الأكفاء والمديرين وقادة الغد،
القادرين على وضع معارفهم في خدمة اقتصاد مجتمع الغد».
وتجدر الإشارة إلى أن السيد جواد بوطاهر حاصل على دبلوم
مهندس ودكتوراه بالمدرسة الوطنية للقناطر والطرق بفرنسا، وحاصل على شهادة الماستر
في إدارة الأعمال، بدأ مساره المهني كمهندس بأسلاك هذه الوزارة قبل أن ينتقل الى
المدرسة الحسنية كمهندس مكون ثم التحق بهيئة الأساتذة الباحثين بها. كما سبق له أن اشتغل مديرا مساعدا
مكلفا بالتكوين المستمر والبحث العلمي، ثم كاتبا عاما بالمدرسة منذ سنة 2015.
وتميز هذا الحفل المنظم بمقر المدرسة بحضور وازن للعديد
من الشخصيات البارزة ومشاركة ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص.