وتشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن آثار تغير المناخ تتجلى بوضوح في ازدياد الظواهر الجوية القصوى في جميع أنحاء العالم. فنحن نشهد موجات حر شديدة وحالات جفاف وحرائق غابات أكثر حدة. ويزداد بخار الماء في الغلاف الجوي، فيؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات. ويتوقع أن يستمر هذا الاتجاه السلبي. إذ بلغت تركيزات غازات الاحتباس الحراري مستويات غير مسبوقة.
وفي العام الماضي، نشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريراً عن إحصاءات الكوارث على مدى السنوات الخمسين الماضية أظهرت فيه تضاعف عدد الكوارث خمس مرات على مدى السنوات الخمسين الماضية. وارتفعت الأضرار الاقتصادية ارتفاعاً شديداً. ولكن لحسن الحظ، انخفض عدد الضحايا انخفاضاً حاداً لأن القدرات على إنقاذ الأرواح أصبحت أفضل من أي وقت مضى.
ويُعدّ التكيّف مع تغير المناخ أولوية قصوى إلى جانب التخفيف من آثار تغير المناخ، وتُعتبر نظم الإنذار المبكر وسيلة ناجعة للتكيّف لذا يجب أن تفيد الجميع وتفضي إلى عمليات استجابة سريعة.
ويعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية مناسبة للتعريف بدور المديرية العامة للأرصاد الجوية في المساهمة على الحفاظ على الاشخاص والممتلكات. فمن أجل القيام بمهامها من رصد وملاحظة وقياس وتنبؤ الحالة الجوية والقيام بجميع الأنشطة التي تساهم في حماية الأشخاص والممتلكات، تسخر المديرية طاقات بشرية ذات كفاءة عالية من أطر وتقنيين تعمل بأحدث الآليات والتقنيات من أجل توفير أدق المعلومات الرصدية.
إدراكا منها لأهمية سلامة الحياة الأشخاص والممتلكات، تعمل المديرية العامة للأرصاد الجوية التابعة لوزارة التجهيز والماء، من خلال شبكة الرصد والقياس الجوي ونظام التنبؤ والإنذار، على تدعم السلطات العمومية المختصة في التدبير، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءة وفعالية.
في هذا السياق وفي إطار الرؤية الاستراتيجية لمعرفة وتوقع الطقس المناخ، أطلق السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء يوم الأربعاء 09 مارس 2022 نظاما جديدا للتوقع واليقظة الرصدية على صعيد الجماعة. و توفر هذه اليقظة الرصدية على مستوى الجماعة، للمستخدمين الوسائل التقنية للوصول إلى المعلومة، عبر تطبيقات الهواتف الذكية: MeteoInfo و MeteoAlerte والموقع الإلكتروني الخاص باليقظة « vigilance.marocmeteo.ma » وكذا الرسائل القصيرة MeteoSMS .
وتتيح هذه اليقظة الرصدية الجديدة على مستوى الجماعة إمكانية رصد وتوقع حدوث ظاهرة جوية قصوى أو أكثر خلال الأيام القادمة.
ويعتبر هذا النظام الجديد نقلة نوعية في تدبير الحالات الجوية الخطيرة على المستوى المحلي، حيث يمكن من تزويد السلطات العمومية بالمعلومات اللازمة المتعلقة بالأحوال الجوية من خلال الإخبار المبكر؛ وبالتالي ضمان التعبئة الفعالة للموارد وإعداد وإدارة الازمات، وكذا اتخاذ القرارات الاستباقية للحد من الآثار السلبية للظواهر الجوية القصوى.