​في مستهل أشغال هذا المجلس الإداري، أكد السيد وزير التجهيز والماء على أهمية الماء ومكانته الاستراتيجية بالنسبة لكل القطاعات، باعتباره أحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا. وفي إشارة للظرفية المناخية الاستثنائية التي تشهدها بلادنا وخاصة بهذا الحوض في السنوات الأخيرة التي اتسمت بقلة التساقطات المطرية، أكد السيد الوزير أن الحكومة تعمل على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها وبالجدية اللازمة.

في هذا الشأن، استحضر السيد نزار بركة، التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الأولى من السنة التشريعية الثانية للولاية التشريعية الحادية عشر، بتاريخ 14 أكتوبر 2022. هذا الخطاب الذي، من خلاله، شدد نصره الله على أن سياسة الماء شأن مشترك يقتضي التحيين المستمر للاستراتيجيات القطاعية على ضوء الضغط القائم على الموارد المائية وتطورها المستقبلي.

علاوة على هذا، استعرض السيد الوزير المنجزات الهامة لبلادنا في مجال الماء، بفضل السياسة المائية الحكيمة التي اعتمدتها منذ عقود. في هذا الشأن، أوضح السيد الوزير أن المغرب أصبح يتوفر حاليا على رصيد يتكون من 152 سدا كبيرا، بسعة إجمالية تقدر ب 19.9 مليار م3، و136 سدا صغيرا لدعم ومواكبة التنمية المحلية، و16 منشأة لتحويل المياه بين الأحواض المائية وداخلها. كما أبرز أن الأشغال متواصلة على مستوى أوراش إنجاز 17 سدا كبيرا، بسعة إجمالية تقارب 5.56 مليار م3، بالإضافة إلى سدود صغرى في طور الإنجاز كذلك. ولتنويع العرض المائي أنجزت 10محطات لتحلية مياه البحر و158 محطة لمعالجة المياه العادمة.

وفي ذات السياق، أفاد السيد نزار بركة أن حوض أبي رقراق والشاوية اتسم خلال السنة  المنصرمة ب:

·        إنهاء أشغال إنجاز سد تيداس بسعة تخزينية تبلغ 507 مليون م3، والشروع في ملئه واستغلاله. من دعم المنظومة المائية تيداس – سيدي محمد بن عبد الله لتأمين تزويد الشريط الساحلي القنيطرة-الرباط-الدارالبيضاء بالماء الصالح للشرب. وقد بلغ حجم المخزون المائي بالسد حوالي ,2432 مليون م3 بنسبة ملء بلغت 6,4 % إلى غاية 20 فبراير 2023؛

·        الشروع في استغلال مشروع الربط لشبكتي التزويد الشمالي والجنوبي للدار البيضاء الكبرى مما سيمكن من الرفع من الحجم المخصص للماء الصالح للشرب لمدينة الدار البيضاء انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله؛

·        انطلاق أشغال الشطر الاستعجالي من مشروع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع و المتمثل في ربط سد المنع بحوض سبو، بسد سيدي محمد بن عبد الله بحوض أبي رقراق  والشاوية ، بصبيب 15 متر مكعب في الثانية.

وعلى صعيد آخر، أفاد السيد وزير التجهيز والماء أن الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية شهد خلال السنة الهيدرولوجية 2021-2022 عجزا في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي، حيث بلغ العجز الإجمالي في جميع مناطق تدخل الوكالة 51 %، مما انعكس سلبا على حجم الواردات على مستوى حقينات السدود بالمنطقة، والتي قدرت بحوالي 64 مليون متر م3، أي بعجز بلغ 91% مقارنة مع المعدل السنوي.

وأضاف السيد الوزير أن السنة الهيدرولوجية 2022-2023 اتسمت في الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2022 إلى غاية 20 فبراير 2023، بتسـاقطات مطرية معتدلة قدرت بحوالي 157 ملم على صعيد الحوض، مما يمثل عجزا يناهز 38.9 % مقارنة بمعدل نفس الفترة وفائض بنسبة 56.2% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. كما أبرز السيد الوزير أنه بالنظر لما يمكن أن ينجم عن هذه الوضعية من مشاكل في تلبية كل الحاجيات، انكبت الحكومة على تنزيل برامج مهيكلة بحوض أبي رقراق والشاوية، حيث تمت برمجة إنجاز العديد من المشاريع أهمها:

·        إنجاز محطة تحلية مياه البحر بجهة الدار البيضاء-سطات، بسعة إجمالية تقدر بـ 300 مليون م3 في السنة ومن المرتقب الشروع في إنشاء المرحلة الأولى منها خلال أواخر هذه السنة بسعة 200 مليون م3 في السنة  لتأمين تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب في ظروف مرضية مما سيمكن من تخفيف الضغط على الموارد المائية بحوض أم الربيع؛

·        إنجاز مشروع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع لتحويل حجم إجمالي من المياه يتراوح ما بين 500 و800 مليون م³ في إطار تدبير تضامني للمياه عبر تراب المملكة، والذي انطلق الشطر الاستعجالي منه كما سبق الذكر؛

·        مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل تحسين معرفة الطبقات المائية الجوفية وخصائصها وتعبئة موارد مائية من أجل تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب خاصة بالمناطق القروية؛

·        إنجاز 3 سدود صغيرة بمنطقة نفوذ الوكالة ضمن السدود المبرمجة في الفترة 2022-2024. وتهدف هذه السدود إلى ضمان التنمية المحلية وتطوير السقي الصغير، والحماية من الفيضانات؛

·​        مواصلة إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الكَولف على غرار مدينتي الرباط و بوزنيقة.

وتفعيلا لتوجهات مشروع المخطط الوطني للماء، أكد السيد نزار بركة أن وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية قامت بإعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى الحوض، وذلك بتشاور تام مع مختلف المتدخلين والفاعلين المؤسساتيين، حيث من المرتقب عرض مخرجات هذا المخطط على مجلس الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية من أجل إبداء الرأي فيه فور تنصيب هذا الأخير. كما نوه السيد الوزير بمجهود الوكالة المتمثل في إبرام عقد الفرشة المائية لبرشيد مع جمعيات مستعملي المياه الجوفية لأغراض السقي، والذي سيمكن من المحافظة على هذه الفرشة التي تلعب دورا هاما في مجال السقي الفلاحي والتزود بالماء بالمنطقة.